SPONTANEOUS HUMAN COMBUSTION
الإحتراق الذاتي:
…..هناك لغز واحد أسال عن أكثر من أي آخر: الإحتراق الذاتيالذي تبدو بعض الحالات تحدي الواقع وتفسيره غير منطقي ويترك لي شعور مخيف وغير علمي,و إذا هناك أي شيء أكثر إلي من معرفة الإحتراق الذاتي , فأنا ببساطة لا أريد أن أعرف….آرثر سي كلارك (1994).
….الرأي الذي يمكن أي رجل بأن يحترق بطريقة غريبة ومن دون معرفة بظروف موته,أمر غير قابل لتصديق ولكن على عكس المعرفة- وعلى جهل كامل لكل الأسباب أو الشروط التي سبقتا الحادث وسببه…….جوستس فون(1855).يا ترى ماهو سبب الحقيقي الذي جمعهم إلى قول هذا, أو عن أي موضوع يتحدثان به؟فماهو الإحتراق الذاتي؟ وماهي أسبابه و أهم النظريات المصاحبة له؟ وأهم تفسيراته المتعلقة به؟إن الإحتراق الذاتي ببساطة لغرمخيف لم تتكتشف طلاسمه بعد حتى الآن, فهو من أهم الموضوعات االتي لها رصيد كبير من التساؤلات والآراء بشأنها, فهو من أحد و أهم المواضيع التي تناولتها علوم ماوراء الطبيعة (الميتافيزيقيا).مفهوم الإحتراقالذاتي:الإحتراق الذاتي (SHC) هو الإحتراق المزعوم لأي جسم بدون أي مصدر خارجي وعدم اتصاله لأي مصدرحراري آخر فهو يحدث ذاتياً ولا يكون قريب من أي مواد قابلة لإشتعال, فالنار مهما كان درجاتها ومستوى حرارة إشتعالها فهي قد تؤدي إلى حروق أوالبثور البسيطة على الجلد,فهي تلك النار كما يعرفها أغلب البشر, ولكن مع الإحتراق الذاتي فالأمر يختلف كثيراً…
حيث أنه يحرق الجسد كلياً وذاتياً وغالبا ماتبقى الأطراف سليمة و لم تمسها نيران الإحتراق الذاتي, وأيضا لا ننسى بأن حتى العظام إيضا تذوب بسبب شدة الحرارة والتي قد تصل إلى أكثر من2500-3000 درجة مئوية, فهو أمر غير قابل للتصديق أو مستحيل حدوثه فمن أين أتت هذه النيران وإن يكن فكيف تكون بهذا مستوى الهائل من الحرارة غير أن يكون الجسم قريب من أي مصدر حراري آخر أ و شيء يساعدها على الإشتعال.THE HISTORY OF SPONTANEOUS HUMAN COMBUSTIONتاريخ الإحتراق الذاتي :لإحتراق الذاتي تاريخ مروع بحد ذاته, فقد قيل بأن قد ذكرفي إحدى الديانات السماوية وعلى وجه الخصوص في التوراه كتاب اليهود, وكان قد وثق أولا في مثل هذه النصوص المبكرة ولكن لم يتكلم علمياً وأن هذه الحسابات قديمة جداً ومستعملة ولكن لم يرأى كدليل موثوق به حتى يتم الدراسة فيه.ولكن من خلال السنوات الماضية والتي تمتد إلى أكثر من 300 سنة وقد ذكرت العديد من حالات وحوادث الإحتراق الذاتيوأن هناك أكثر من مئتي تقرير لضحايا الإحتراق الذاتي.فمن أول الأدلة التاريخية و كان موثوق في عام 1673عندما نشر الكاتب الفرنسي يونس دوبنتر مجموعة من التقارير والدراسات عن الإحتراق الذاتي بكتابه الذي يحمل الإسم (Collection of Spontaneous Human Combustion cases and studies entitled De incendiis corporis Humani Spentaneis )
فقد ألهم لكتابة هذا الكتاب بعد مصادفة قرائته لسجلات قضية نيكول ميلت (Nicole Millet),فقد اتهم بقتل زوجته وحرق جثتها,فهو لم يكن لديه أي مبرر لقتل زوجته,ولكن أخيراً اقتنعت المحكمة بأن ما أصاب زوجته ما هو إلا الإحتراق الذاتي.فقد نجح الكاتب دبونت في حديثه عن موضوع الاحتراق الذاتيبسبب الحادثة السابقة , فإنه قد أخرجه من عالم الإشاعات إلى الخيال العام والمصداقية.ولكن ماهي أهم نظريات الإحتراق الذاتي وأسباب حدوثها, فالنتطرق إلى أهم نظرياتها .نظريات الإحتراق الذاتي :1- كان الإعتقاد السائد في القرن التاسع عشر بإن العديد من حالات الإحتراق الذاتي وضحاياه كانو من مدمنو خمور, ولكنها فندت تلك النظرية ومن خلال إحضار لحماً وتم لقحه بالكحول فإنه لن يحترق بالحرارة الحادة التي ارتبطت بالإحتراق الإنساني الذاتي.2- لم تحدث قط لأي من الحيوانات أ و الكائنات الحية الأخرى ,فقط تحدث لإنسان فقط.3- يعتقد بأن الدهن في الجسم قابل لإشتعال فالعديد من الضحايا كانوا من زائدوا الوزن,ولكن أثبت خطأ تلك النظرية حيث هناك آخرون كانوا من نحلاء الجسم قد إحترقوا فعلاً بالإحتراق الذاتي.
4- نظرية تصعيد الكهرباء الساكن- حيث يعتقد إن الإطلاق المستقر الكهربائية يمكن أن تسبب لأي إنسان الإحتراقالذاتي وذلك توليد حرارة داخلية كبيرة بسبب الكهرباء الساكنه.5- يرىء معظم العلماء وخاصة الفرنسيين بأن السبب الحقيقي وراء الإحتراق الذاتي هو مجموعة متفجرة من المواد الكيمياوية يمكن أن تشكل في النظام الهضمي بسبب حميه سيئة.وهناك العديد من النظريات التي لا يسعني ذكرها جميعها,ولكنني أرى بأن ليس هناك أي تفسير مقنع بشأن الإحتراق الذاتي فهو مازال حتى الآن سر غامض.ولكن هل بالفعل تختلف عن النار العادية وأسباب حدوثها وماهي أهم مميزاتها؟ وما لفرق بينها وبين النار العادية.من أهم مميزات الإحتراق الذاتي و آثارها:1-سرعتها الرهيبة وقدرتها على الإنجاز وغالباً مايرافقها دخان شبيه بدخان النفط .2-لا تطفئه المياه أو الوسائل المعروفة الآخرى لإطفاء النار العادية.3-لا يحترق الجسم كاملاً وغالباً ما يتبقى أطراف الجسد ومن دون ضرر عليها.4- لم يلاحظ حدوثها على الحيوانات ولم تسجل أي حالة على الإطلاق.5- لم تتناولها الأبحاث الطبية لأنا تدخل نظرياً في باب المستحيل فإن لا يصح بأن تحترق خلايا البشرية بهذا الشكل,وإيضاً بهذه الحرارة القوية وإتلافها للجسم بتلك الصورة,فاندلاع النار تلقائياً أمر مستحيل.6- أغلب ما تحدث في أماكن مغلقة فمن أين يأتي الأكسجين يا ترى؟؟مالذي يتبقى بعد حدوث الإحتراق الذاتي:من المعروف بأن هناك فرق كبير بين نار الإحتراق الذاتي والنار العادية,فالجسم عادة محروق جداً أكثر من الشخص الذي يحترق بالنار العادية,فالحروق لم توزع بإنتظام على الجسم وأن الحدود القصوى غير متأثرة عادة بالنار وبينما يعاني الجذع من الإحتراق الحادٍ عادة وإيضا من ذوبان العظام وتحولها إلى رماد.وإيضا لا ننسى بأن هناك أجزاء صغيرة تبقى بعد الإحتراق الذاتي من مثل ( ذراع, قدم, وأحياناً الرأس).ومن الغريب بإنها لم تتأثر بتلك الحرارة العالية ,ولاننسى بأن هناك أجسام لم تتأثر بالإحتراق الذاتي من مثل إذابة الشموع بالكامل,كسر المرايا…..إلخ ولكن بعض الحالات لإحتراق الذاتي سجلت وتم الحديث عنها ولكن البعض منها لم يخبر عنها أو لم تسجل.وأن أغلب ضحايا الإحتراق الذاتي كانوا دائماً وحيدين لفترة زمنية طويلة, ولكن يصر معظم الشهود بأنهم كانوا قريبين في الغرف المجاورة وأن أغلبهم قد سمعوا أصوات ونداءات الألم أو من يدعوا إلى المساعدة
بعض الحالات التي سجلت :
- Irving Bentley وهو دكتور ، وصل دون جوستيل الى منزل الدكتور ، لكن لم يرد الدكتور على نداء جوستيل كما يفعل كل مرة فكان الطبيعى ان يتقدم جوستيل عبر ممر فى بدروم المنزل وطبقا لرواية جوستيل كان الممر مغلفا بدخان ازرق خفيف مع رائحة غير عادية وفى نهاية الممر لاحظ جوستيل وجود كومة غير عادية من الرماد المحترق فى ركن من الاركان على الارض ولم تكن تتضمن اى جذوة مشتعلة عند فحصها ولما نظر جوستيل للسقف وجد فيه فتحة حمراء اللون عرضها 76 سنتيمتر وكولها 92 سنتيمتر وطبعا هذا شيء طبيعى لان البيوت هناك مبنية من الخشب فصعد جوستيل للدور الاول لعله يجد اللدكتور ولكن كل ما وجده هو ساق الدكتور وكانت الساق ملقية فى الحمام وقد التصق بالساق خف منزلى من الجلد الرقيق ولم يكرر جوستيل النظر.
اثبت الفحص المعملى بعد هذا ان الدكتور احترق فى درجة حرارة بلغت 1204 درجة مئوية لمدة 90 دقيقة ثم انخفضت درجة الحرارة بعد ذلك الى 972 درجة مئوية حيث استمرت النيران مشتعلة لمدة تتراوح بين ساعة لساعة ونصف وقد استدل الخبراء على ذلك من شظايا العظام التى تحول معظمها الى مسحوق ناعم جدا جدا جدا مع ان اسوأ الحرائق المنزلية لم تتجاوز درجة 815 درجة مئوية وانتهى الجدال على هذة القضية الخاصة باللدكتور الى انها احتراق ذاتى وهذا النوع من الاحتراق الذى تتحول فيه العظام الى مسحوق هش فى درجة عالية وان الغموض اللذى يحيط بالحادث يشير الى ذلك خاصة فى وجود اشياء اخرى مثل فرشاة اسنان ومناشف واشياء اخرى سريعة الاحتراق لم تتأثر مطلقا بالنيران.
2- فى 18 مايو سنة 1957 احترقت سيدة فى منزلها دون وجود اى مصدر للنيران فى غرفتها وقد وصلت درجة الاحتراق بين 930 الى 1100 درجة مئوية حيث ان المتبقى منها هو قدمها اليسرى فقط وجمجمتها التى انكمش حجمها جدا. وكان الفرن الخاص بالمدفئة بارد والصحيفة التى كانت تبعد عن السيدة المحترقة والتى كانت تدعى أنا مارتن سليمة لم تحترق وقطع الأثاث فى الغرفة ايضا سليم كما هو بينما السيدة احترقت حتى اصبح معظم جسدها رماد والحادث هذا غريب فعلا لان العظام لا تنصهر او تذوب الا فى درجة حرارة اعلى من 1649 درجة مئوية ثم ان مثل هذه الحرارة كانت محصورة فقط فى جسد السيدة ولم تنتشر فى الغرفة و كيف تظل السيدة تحترق دون وجود اى دخان او رائحة تنبأ سكان المبنى ولماذا انكمشت جمجمتها بهذا الشكل لدرجة انها اقتربت من حجم كرة البيسبول ولم تحترق مثل باقى العظام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الله اعلم.
وهذه صورة لما تبقى منها
في مساء الاول من تموز _ يونيو 1952 جلست ماري رايزر ( 77 عام ) في كرسيها الهزاز تدخن لفافة تبغ . وفي التاسعة والنصف ودعتها مالكة المنزل ونزلت الى غرفتها لتنام . ماري لم تكن تحس بنعاس فبقيت تتأرجح في كرسيها …. قرابة منتصف الليل , استفاقت السيدة كاربنتير , مالكة المنزل على رائحة دخان فاعتقدت ان مضخة الماء لابد حامية جدا بسبب الاستعمال المتكرر , فنزلت الى المرآب وأطفأتها . في الصباح , استفاقت على جرس الباب فأذا به ساعي البريد يحمل رسالة لماري … صعدت السيدة كاربنتر السلم وحاولت فتح الباب الا أن مسكته كانت حامية جدا .. طلبت نجدة الجيران ففتحوا الباب ليلفحهم الهواء الساخن المنبعث من الغرفة , لاكنهم لم يجدوا آثار للحريق . بعد قليل , لاحظوا دائرة سوداء في السجادة حيث الكرسي الهزاز , وقربها جمجمة ادمية وقطعة كبد صغيرة , وقدم في حذاء خفيف محروقة حتى الكاحل .
كانت السيدة رايزر ضحية ( الاحتراق الانساني التلقائي ) . ثمة مئات الحوادث المسجلة المشابه لهذه التي ذكرناها , لكن الدكتور سميث والدكتور فيدس يؤكدان في مؤلفهما ( الطب الجدلي ) : لا يحصل الاحتراق الانساني التلقائي ابدا ولا فائدة وراء مناقشته . انه نموذج للاجابات التي يدلي بها العلماء عندما تواجههم ظواهر لا تدخل في اي باب من ابواب تجاربهم . هكذا تماما اجاب لافوازيه عندما سأل عن النيازك .
ترد قصة السيدة رايزر في كتاب لبروفسور جون تايلر ( العلم والخوارق ) الذي يهدف الى فضح زيف فكرة ( ما وراء الطبيعة ) وهنا تكمن اهميتها .
بعد 29 سنة , في تشرين الاول \ اكتوبر عام 980 , كانت جاين وينشيستير تقود سيارتها برفقة ليسيلي سكوت عندما اندلعت فيها النار ذات اللهب الاصفر , فأخذت تستغيث وتصرخ (اخرجوني من هنا ) حاولت صديقتها مساعدتها لكنها لم تستطع . نجت جاين من التجربة المرة الا ان 20 % من جسدها تغطى بالحروق .
ونجد في كتاب مايكل هاريسون ( نار في الجنة ) {1976} سرد الكثير من القصص والحالات المشابه .
في عام 1725 م , وجدت نيكول ميليت محروقة في كرسي لم يحترق ابدا فاتهم زوجها , صاحب فندق الاسد الذهبي في ريمز , بقتلها . لكن الجراح اكلود لو كان استطاع اقناع المحكمة بظاهرة الاحتراق الذاتي , فاتا الحكم ان المرأة ماتت ( اثر زيارة من الله )
تروى قصة اخرى هي قصة الكونتيسة كورنيليا دي باندي التي وجدتها خادمتها في غرفتها .. كانت القدمان والفخذان سليمين , بينهما رأسها نصف المحروق , بينما تحولت اجزاء جسمها الاخرى الى رماد . كان السرير صحيحا , والاغطية مرفوعة وكأنها تحاول النهوض عن السرير فأكلتها النيران سريعا وهوى رأسها بين فخذيها . لم تكن الكونتيسة تحب شرب الكحول , وهذه ما يناقض النظرية الشعبية التي تربط بين الافراط في تناول الكحول وبين الاحتراق الذاتي .
خلال القرن التاسع عشر , استخدم الروائيون مبدأ الاحتراقالذاتي في روياتهم عند اضطرارهم الى التخلص من احدى الشخصيات .
كتاب هاريسون الذي يجمع كل الابحاث التي تناولت هذه النظرية لا يترك مكاننا لشـــــــك ابدا في صحتها . لكن ما اسبابها ؟! يجب الاعتراف ان هذه الظاهرة تتحدى العلوم الطبيعية . اما هاريسون فيقدم دليلا مهما , ويتحدث عن تجارب وابحاث طبيب امريكي يدعى ماين كوجونيور استهواه مبدأ سيطرة العقل على المادة , استطاع كو تحريك قطع الالمنيوم عندما يضع كفه فوقها — اليس ذالك برهان على ( المغنطة ) ؟
اختار كو طريق اليوغا لتنمو الكهرباء البيولوجية فيه , فأحس مرة بتيار قوي يجتاز رأسه وينخفض الى اجزاء جسده . وبعدها , استطاع تحريك صندوق حديدي متدل من السقف من مكان بعيد . وهذه دليل على ان تمارين اليوغا تولد فيه طاقة كهربائية قوية مصدرها العقل .
يروي هاريسون قصة الاسترالية كارولين كلار التي حصلت عام {1877}, فقد تحولت هذه الى مغناطيس حي تجذب اليها الاشياء المعدنية . اما افرانك جوبلين الامريكي فطور قوة مغناطيسية سمرت قدميه في الارض . الجدير بذكر ان الاطفال الذين لاحقتهم الاشباح الضاجة تحولوا الى مغناطيس انساني او نالوا قدرات مغناطيسية غريبة . فالصغيرة ايستير كوكس الذي لازمها الشبح في بيتها في نوفا سكوتسا لاحظت ان فيها مغناطيسا يجذب السكاكين اليها فتلتصق حالا .
يقول كو ان كل خليه من خلايا الانسان بطارية , وأن الانش المكعب قادر على توليد 400 الف فولت . لكن هذه التفسيرات لا تكفي لتعليل الاحتراق التلقائي .
لا يصيب الاحتراق الذاتي العجائز فقط بل الاصغر سننا ايضا .
ففي 27 آب \ اغسطس 1938 كانت فيليس نيوكومب ( 22 عام ) ترقص فرحة عندما اشتعل جسدها بلهب ازرق قتلها خلال دقائق . وفي السنة نفسها احترقت فتاة اخرى في سوهو بينما كانت ترقص في ملهى ليلي مع صديق لها اكد فيما بعد انه لم يكن من السنة لهب في الغرفة , فقد اتاها الهب دون غيرها .
تتوالى قصص الاحتراق الذاتي , وتكثر الضحايا اللواتي تحترق اثناء الرقص او العمل المجهد . ويجدر الذكر ان الضحايا يحترقن دون ان يصاب احد غيرها بأي اذى جسدي مهما كان قريب .
يختم هاريسون بقوله ان { الاحتراق التلقائي نزوة عقلية حين يؤثر العقل على الجسد ويدفعه الى بناء طاقات كهربائية هائلة } , لكن نظرية جازمة حول هذه الموضوع ما تزال بعيدة المنال .
بعد أن عرفنا طبيعة هذه الظاهرة بقي علينا أن نتناول الأسباب التي أدت إلى حدوثها والنظريات التي تناولتها بشيء من التحليل . وهناك أربع أراء رئيسية في تفسير هذه الظاهرة:
الأول : كان الاعتقاد السائد في القرن التاسع عشر بأن الضحايا كانوا من مدمني الكحول ، وأن أجسامهم المتشربة للحكول تكون سريعة الاشتعال ، ولكن هذا التفسير غير منطقي لأن أي شخص يصل إلى تلك المرحلة من الإدمان يموت بالتسمم قبل أن يشتعل أو يحترق .
ثانياً : أغلب النظريات التي فسرت هذه الظاهرة رجحت أنالاحتراق تم نتيجة اتصال الجسم المحترق بنار المدخنة أو المدفأة بحيث تخرج الحرارة والدخان من مدخنة المدفأة فيساعد الفحم على احتراق الجثة بشدة ويحفظ ألسنة اللهب عن أن تمتد إلى باقي أنحاء الغرفة ، ويذوب النسيج الشحمي بالحرارة فيتحول الجسم إلى رفات بشري ، ويعتقد أن درجة حرارة الجسم ترتفع في هذه الحالة إلى حد يمكنه أن يحرق الجثة بشكل تام .. ورغم أن هذا التفسير علمي نظرياً إلا أن الكثير من الحالات لا تؤيد هذا التفسير عملياً من بعض النواحي الرئيسية .
فبعض الضحايا لم يكونوا يجلسون أمام مدفأة مشتعلة ، كما لم يتم اكتشاف أي مصدر للنار في بعض الحالات ، كما وجدوا الكرسي الذي تجلس عليه الضحية المحترقة سليماً ، وبقيت ملابس الضحية سليمة أيضاً . ثم كيف تتمدد الجثة المحترقة على السرير دون أن تحترق أغطيته ؟ وبماذا نفسر القصة الأخيرة التي ذكرناها لبول هايز الذي كان يتمشى خراج منزله وهو بعيد كل البعد عن أي مصدر حراري ..!؟
ثالثاً : يرى البعض أن حالات الاحتراق الذاتي حدثت نتيجة المغناطيسية الجيولوجية للكرة الأرضية عندما كانت في شدتها القصوى ، فالعاصفة المغناطيسية ترفع من سوية المجال المغناطيسي الجيولوجي إلى مدى غير طبيعي لا تتحمله طبيعة الضحية خصوصاً عندما تتعرض لأشعة الشمس ولفترة طويلة من الزمن .
وهذا رأي أيضاً يفتقد إلى المنطق فلو كان الاحتراق يحدث نتيجة شدة المجال المغناطيسي الأرضي لكنا توقعنا أن تحدث هذه الحالات معاً وفي وقت واحد . إضافة إلى أن شدة المجال يحدث بين فترة وأخرى دون أن يتسبب في حدوث حالات احتراق ذاتي .
رابعاً : يرى البعض أن الحالة النفسية لها أثر كبير في عمليةالاحتراق الذاتي ويؤكدون أن عمر الضحية وجنسه أقل أهمية من حالته النفسية ، إذ يمكننا أن نتخيل شخصاً يعيش بمفرده وهو يعاني من مرض أو إصابة ، أو مريضاً نفسياً باليأس والخوف والإحباط وعدم الاستقرار العاطفي ، وأن هذه الانفعالات كلها يمكن أن تؤثر على وضعه إذا انعكست حالته النفسية على جسده ، مما يسبب اضطراباً في السلوك الوظيفي للأعضاء التي تنظم آلية الحرارة في جسمه ، ويمكن أن تمر هذه الحالة بشكل طبيعي دون أن يتم ملاحظتها ولكن قد تصل إلى مدي غير طبيعي لا تتحمله طبيعة الضحية وعندها تحول العظام البشرية إلى كومة من الرماد .
لو كانت الأمراض النفسية من خوف وإحباط ويأس وقلق وعدم استقرار عاطفي تؤدي إلى الاحتراق الذاتي لكان أكثر من ثلثي البشر الآن عبارة عن أكوام من الرماد لا أكثر .. فلا توجد إحصائية ولو افتراضية لعلماء النفس تؤكد هذا الرأي لا من قريب ولا من بعيد . كما أن هذا الرأي لا يتناول الضحايا الشبان الذين ليسوا بحالة من اليأس وليسوا في حالة نفسية مرضية .
ذكرنا ثلاثة آراء لا نجدها مقبولة في تفسير هذه الظاهرة ، وبقي أن نذكر رأيان أكثر احتمالاً وواقعية في تفسير الاحتراقالذاتي :
التفسير الأول : البعض يرى أن الاحتراق الذاتي هو نتيجة لحالة اتصال من العوالم الفضائية أو الأطباق الطائرة التي تسبح في الفضاء الخارجي والأرضي وترصدها أجهزة الرادار بين الفينة والأخرى .
فالنار التي تسبب هذا الاحتراق بالسرعة الفائقة ليس هو من صنع البشر ( على أقل تقدير إلى الآن ) وإنما هي نار أشبه بالصاعقة أو الكرة النارية التي تركز على شيء ما فتلتهمه دون أن تسبب أية ضرر بأمور أخرى قريبة وإن كانت سريعة الاشتعال فهي تقصد أمراً ما ولحاجة ما . كما يؤكد أحد الشهود هذه الحقيقة أنه رأى كرة نارية تحوم فوق أحد الضحايا ، وأخرى شاهدت كما ذكرنا في قصة الطالبة جاكلين ضوءً غريباً ينزل على جاكلين قبل أن يحترق ظهرها . إضافة إلى رائحة الدخان الغريبة التي يشمها رجال الإطفاء عند دخولهم إلى موقع الحدث فهي أشبه برائحة النفط وعادة ما يكون لونها برتقالياً أو أزرقاً كما في بعض الأحيان فهذه الرائحة غريبة الوجود في عملية احتراق من النوع العادي المتعارف عليه .
التفسير الثاني : تتم حالة الاحتراق الذاتي نتيجة لتأثير العوالم الغيبية الأخرى كالجن والشياطين والمردة ، فالنيران الغامضة هي إحدى الطرق التي تظهر فيها مردة الشياطين والأرواح الشريرة بواسطتها لأنها من طبيعة ذات ذبذبة وطاقة عالية فيما لو حاولت أن تتجسد أو تؤثر على الإنسان في حالة ضعفه .وكما هو واضح في تعريف الطاقة السوداء أو الطاقة الخبيثة أنها تتمركز في الاجزاء العليا من الجسم وبالتالي فإن وجود الأعضاء السفلية تبقى سليمة دون أن تمسها النار . وهذا يفسر لنا كذلك بقاء الملابس سليمة ، لأن النار أو الطاقة التي أحترق الإنسان بسببها إنما أدت إلى تسارع الذبذبة الذاتية له وهذه الذبذبة لا تؤثر على الأمور الأخرى سوى الإنسان، والآثار التي لوحظت على بعض الأماكن إنما هي حرارة الأجزاء البشرية المحترقة.
اثبت الفحص المعملى بعد هذا ان الدكتور احترق فى درجة حرارة بلغت 1204 درجة مئوية لمدة 90 دقيقة ثم انخفضت درجة الحرارة بعد ذلك الى 972 درجة مئوية حيث استمرت النيران مشتعلة لمدة تتراوح بين ساعة لساعة ونصف وقد استدل الخبراء على ذلك من شظايا العظام التى تحول معظمها الى مسحوق ناعم جدا جدا جدا مع ان اسوأ الحرائق المنزلية لم تتجاوز درجة 815 درجة مئوية وانتهى الجدال على هذة القضية الخاصة باللدكتور الى انها احتراق ذاتى وهذا النوع من الاحتراق الذى تتحول فيه العظام الى مسحوق هش فى درجة عالية وان الغموض اللذى يحيط بالحادث يشير الى ذلك خاصة فى وجود اشياء اخرى مثل فرشاة اسنان ومناشف واشياء اخرى سريعة الاحتراق لم تتأثر مطلقا بالنيران.
2- فى 18 مايو سنة 1957 احترقت سيدة فى منزلها دون وجود اى مصدر للنيران فى غرفتها وقد وصلت درجة الاحتراق بين 930 الى 1100 درجة مئوية حيث ان المتبقى منها هو قدمها اليسرى فقط وجمجمتها التى انكمش حجمها جدا. وكان الفرن الخاص بالمدفئة بارد والصحيفة التى كانت تبعد عن السيدة المحترقة والتى كانت تدعى أنا مارتن سليمة لم تحترق وقطع الأثاث فى الغرفة ايضا سليم كما هو بينما السيدة احترقت حتى اصبح معظم جسدها رماد والحادث هذا غريب فعلا لان العظام لا تنصهر او تذوب الا فى درجة حرارة اعلى من 1649 درجة مئوية ثم ان مثل هذه الحرارة كانت محصورة فقط فى جسد السيدة ولم تنتشر فى الغرفة و كيف تظل السيدة تحترق دون وجود اى دخان او رائحة تنبأ سكان المبنى ولماذا انكمشت جمجمتها بهذا الشكل لدرجة انها اقتربت من حجم كرة البيسبول ولم تحترق مثل باقى العظام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الله اعلم.
وهذه صورة لما تبقى منها
في مساء الاول من تموز _ يونيو 1952 جلست ماري رايزر ( 77 عام ) في كرسيها الهزاز تدخن لفافة تبغ . وفي التاسعة والنصف ودعتها مالكة المنزل ونزلت الى غرفتها لتنام . ماري لم تكن تحس بنعاس فبقيت تتأرجح في كرسيها …. قرابة منتصف الليل , استفاقت السيدة كاربنتير , مالكة المنزل على رائحة دخان فاعتقدت ان مضخة الماء لابد حامية جدا بسبب الاستعمال المتكرر , فنزلت الى المرآب وأطفأتها . في الصباح , استفاقت على جرس الباب فأذا به ساعي البريد يحمل رسالة لماري … صعدت السيدة كاربنتر السلم وحاولت فتح الباب الا أن مسكته كانت حامية جدا .. طلبت نجدة الجيران ففتحوا الباب ليلفحهم الهواء الساخن المنبعث من الغرفة , لاكنهم لم يجدوا آثار للحريق . بعد قليل , لاحظوا دائرة سوداء في السجادة حيث الكرسي الهزاز , وقربها جمجمة ادمية وقطعة كبد صغيرة , وقدم في حذاء خفيف محروقة حتى الكاحل .
كانت السيدة رايزر ضحية ( الاحتراق الانساني التلقائي ) . ثمة مئات الحوادث المسجلة المشابه لهذه التي ذكرناها , لكن الدكتور سميث والدكتور فيدس يؤكدان في مؤلفهما ( الطب الجدلي ) : لا يحصل الاحتراق الانساني التلقائي ابدا ولا فائدة وراء مناقشته . انه نموذج للاجابات التي يدلي بها العلماء عندما تواجههم ظواهر لا تدخل في اي باب من ابواب تجاربهم . هكذا تماما اجاب لافوازيه عندما سأل عن النيازك .
ترد قصة السيدة رايزر في كتاب لبروفسور جون تايلر ( العلم والخوارق ) الذي يهدف الى فضح زيف فكرة ( ما وراء الطبيعة ) وهنا تكمن اهميتها .
بعد 29 سنة , في تشرين الاول \ اكتوبر عام 980 , كانت جاين وينشيستير تقود سيارتها برفقة ليسيلي سكوت عندما اندلعت فيها النار ذات اللهب الاصفر , فأخذت تستغيث وتصرخ (اخرجوني من هنا ) حاولت صديقتها مساعدتها لكنها لم تستطع . نجت جاين من التجربة المرة الا ان 20 % من جسدها تغطى بالحروق .
ونجد في كتاب مايكل هاريسون ( نار في الجنة ) {1976} سرد الكثير من القصص والحالات المشابه .
في عام 1725 م , وجدت نيكول ميليت محروقة في كرسي لم يحترق ابدا فاتهم زوجها , صاحب فندق الاسد الذهبي في ريمز , بقتلها . لكن الجراح اكلود لو كان استطاع اقناع المحكمة بظاهرة الاحتراق الذاتي , فاتا الحكم ان المرأة ماتت ( اثر زيارة من الله )
تروى قصة اخرى هي قصة الكونتيسة كورنيليا دي باندي التي وجدتها خادمتها في غرفتها .. كانت القدمان والفخذان سليمين , بينهما رأسها نصف المحروق , بينما تحولت اجزاء جسمها الاخرى الى رماد . كان السرير صحيحا , والاغطية مرفوعة وكأنها تحاول النهوض عن السرير فأكلتها النيران سريعا وهوى رأسها بين فخذيها . لم تكن الكونتيسة تحب شرب الكحول , وهذه ما يناقض النظرية الشعبية التي تربط بين الافراط في تناول الكحول وبين الاحتراق الذاتي .
خلال القرن التاسع عشر , استخدم الروائيون مبدأ الاحتراقالذاتي في روياتهم عند اضطرارهم الى التخلص من احدى الشخصيات .
كتاب هاريسون الذي يجمع كل الابحاث التي تناولت هذه النظرية لا يترك مكاننا لشـــــــك ابدا في صحتها . لكن ما اسبابها ؟! يجب الاعتراف ان هذه الظاهرة تتحدى العلوم الطبيعية . اما هاريسون فيقدم دليلا مهما , ويتحدث عن تجارب وابحاث طبيب امريكي يدعى ماين كوجونيور استهواه مبدأ سيطرة العقل على المادة , استطاع كو تحريك قطع الالمنيوم عندما يضع كفه فوقها — اليس ذالك برهان على ( المغنطة ) ؟
اختار كو طريق اليوغا لتنمو الكهرباء البيولوجية فيه , فأحس مرة بتيار قوي يجتاز رأسه وينخفض الى اجزاء جسده . وبعدها , استطاع تحريك صندوق حديدي متدل من السقف من مكان بعيد . وهذه دليل على ان تمارين اليوغا تولد فيه طاقة كهربائية قوية مصدرها العقل .
يروي هاريسون قصة الاسترالية كارولين كلار التي حصلت عام {1877}, فقد تحولت هذه الى مغناطيس حي تجذب اليها الاشياء المعدنية . اما افرانك جوبلين الامريكي فطور قوة مغناطيسية سمرت قدميه في الارض . الجدير بذكر ان الاطفال الذين لاحقتهم الاشباح الضاجة تحولوا الى مغناطيس انساني او نالوا قدرات مغناطيسية غريبة . فالصغيرة ايستير كوكس الذي لازمها الشبح في بيتها في نوفا سكوتسا لاحظت ان فيها مغناطيسا يجذب السكاكين اليها فتلتصق حالا .
يقول كو ان كل خليه من خلايا الانسان بطارية , وأن الانش المكعب قادر على توليد 400 الف فولت . لكن هذه التفسيرات لا تكفي لتعليل الاحتراق التلقائي .
لا يصيب الاحتراق الذاتي العجائز فقط بل الاصغر سننا ايضا .
ففي 27 آب \ اغسطس 1938 كانت فيليس نيوكومب ( 22 عام ) ترقص فرحة عندما اشتعل جسدها بلهب ازرق قتلها خلال دقائق . وفي السنة نفسها احترقت فتاة اخرى في سوهو بينما كانت ترقص في ملهى ليلي مع صديق لها اكد فيما بعد انه لم يكن من السنة لهب في الغرفة , فقد اتاها الهب دون غيرها .
تتوالى قصص الاحتراق الذاتي , وتكثر الضحايا اللواتي تحترق اثناء الرقص او العمل المجهد . ويجدر الذكر ان الضحايا يحترقن دون ان يصاب احد غيرها بأي اذى جسدي مهما كان قريب .
يختم هاريسون بقوله ان { الاحتراق التلقائي نزوة عقلية حين يؤثر العقل على الجسد ويدفعه الى بناء طاقات كهربائية هائلة } , لكن نظرية جازمة حول هذه الموضوع ما تزال بعيدة المنال .
بعد أن عرفنا طبيعة هذه الظاهرة بقي علينا أن نتناول الأسباب التي أدت إلى حدوثها والنظريات التي تناولتها بشيء من التحليل . وهناك أربع أراء رئيسية في تفسير هذه الظاهرة:
الأول : كان الاعتقاد السائد في القرن التاسع عشر بأن الضحايا كانوا من مدمني الكحول ، وأن أجسامهم المتشربة للحكول تكون سريعة الاشتعال ، ولكن هذا التفسير غير منطقي لأن أي شخص يصل إلى تلك المرحلة من الإدمان يموت بالتسمم قبل أن يشتعل أو يحترق .
ثانياً : أغلب النظريات التي فسرت هذه الظاهرة رجحت أنالاحتراق تم نتيجة اتصال الجسم المحترق بنار المدخنة أو المدفأة بحيث تخرج الحرارة والدخان من مدخنة المدفأة فيساعد الفحم على احتراق الجثة بشدة ويحفظ ألسنة اللهب عن أن تمتد إلى باقي أنحاء الغرفة ، ويذوب النسيج الشحمي بالحرارة فيتحول الجسم إلى رفات بشري ، ويعتقد أن درجة حرارة الجسم ترتفع في هذه الحالة إلى حد يمكنه أن يحرق الجثة بشكل تام .. ورغم أن هذا التفسير علمي نظرياً إلا أن الكثير من الحالات لا تؤيد هذا التفسير عملياً من بعض النواحي الرئيسية .
فبعض الضحايا لم يكونوا يجلسون أمام مدفأة مشتعلة ، كما لم يتم اكتشاف أي مصدر للنار في بعض الحالات ، كما وجدوا الكرسي الذي تجلس عليه الضحية المحترقة سليماً ، وبقيت ملابس الضحية سليمة أيضاً . ثم كيف تتمدد الجثة المحترقة على السرير دون أن تحترق أغطيته ؟ وبماذا نفسر القصة الأخيرة التي ذكرناها لبول هايز الذي كان يتمشى خراج منزله وهو بعيد كل البعد عن أي مصدر حراري ..!؟
ثالثاً : يرى البعض أن حالات الاحتراق الذاتي حدثت نتيجة المغناطيسية الجيولوجية للكرة الأرضية عندما كانت في شدتها القصوى ، فالعاصفة المغناطيسية ترفع من سوية المجال المغناطيسي الجيولوجي إلى مدى غير طبيعي لا تتحمله طبيعة الضحية خصوصاً عندما تتعرض لأشعة الشمس ولفترة طويلة من الزمن .
وهذا رأي أيضاً يفتقد إلى المنطق فلو كان الاحتراق يحدث نتيجة شدة المجال المغناطيسي الأرضي لكنا توقعنا أن تحدث هذه الحالات معاً وفي وقت واحد . إضافة إلى أن شدة المجال يحدث بين فترة وأخرى دون أن يتسبب في حدوث حالات احتراق ذاتي .
رابعاً : يرى البعض أن الحالة النفسية لها أثر كبير في عمليةالاحتراق الذاتي ويؤكدون أن عمر الضحية وجنسه أقل أهمية من حالته النفسية ، إذ يمكننا أن نتخيل شخصاً يعيش بمفرده وهو يعاني من مرض أو إصابة ، أو مريضاً نفسياً باليأس والخوف والإحباط وعدم الاستقرار العاطفي ، وأن هذه الانفعالات كلها يمكن أن تؤثر على وضعه إذا انعكست حالته النفسية على جسده ، مما يسبب اضطراباً في السلوك الوظيفي للأعضاء التي تنظم آلية الحرارة في جسمه ، ويمكن أن تمر هذه الحالة بشكل طبيعي دون أن يتم ملاحظتها ولكن قد تصل إلى مدي غير طبيعي لا تتحمله طبيعة الضحية وعندها تحول العظام البشرية إلى كومة من الرماد .
لو كانت الأمراض النفسية من خوف وإحباط ويأس وقلق وعدم استقرار عاطفي تؤدي إلى الاحتراق الذاتي لكان أكثر من ثلثي البشر الآن عبارة عن أكوام من الرماد لا أكثر .. فلا توجد إحصائية ولو افتراضية لعلماء النفس تؤكد هذا الرأي لا من قريب ولا من بعيد . كما أن هذا الرأي لا يتناول الضحايا الشبان الذين ليسوا بحالة من اليأس وليسوا في حالة نفسية مرضية .
ذكرنا ثلاثة آراء لا نجدها مقبولة في تفسير هذه الظاهرة ، وبقي أن نذكر رأيان أكثر احتمالاً وواقعية في تفسير الاحتراقالذاتي :
التفسير الأول : البعض يرى أن الاحتراق الذاتي هو نتيجة لحالة اتصال من العوالم الفضائية أو الأطباق الطائرة التي تسبح في الفضاء الخارجي والأرضي وترصدها أجهزة الرادار بين الفينة والأخرى .
فالنار التي تسبب هذا الاحتراق بالسرعة الفائقة ليس هو من صنع البشر ( على أقل تقدير إلى الآن ) وإنما هي نار أشبه بالصاعقة أو الكرة النارية التي تركز على شيء ما فتلتهمه دون أن تسبب أية ضرر بأمور أخرى قريبة وإن كانت سريعة الاشتعال فهي تقصد أمراً ما ولحاجة ما . كما يؤكد أحد الشهود هذه الحقيقة أنه رأى كرة نارية تحوم فوق أحد الضحايا ، وأخرى شاهدت كما ذكرنا في قصة الطالبة جاكلين ضوءً غريباً ينزل على جاكلين قبل أن يحترق ظهرها . إضافة إلى رائحة الدخان الغريبة التي يشمها رجال الإطفاء عند دخولهم إلى موقع الحدث فهي أشبه برائحة النفط وعادة ما يكون لونها برتقالياً أو أزرقاً كما في بعض الأحيان فهذه الرائحة غريبة الوجود في عملية احتراق من النوع العادي المتعارف عليه .
التفسير الثاني : تتم حالة الاحتراق الذاتي نتيجة لتأثير العوالم الغيبية الأخرى كالجن والشياطين والمردة ، فالنيران الغامضة هي إحدى الطرق التي تظهر فيها مردة الشياطين والأرواح الشريرة بواسطتها لأنها من طبيعة ذات ذبذبة وطاقة عالية فيما لو حاولت أن تتجسد أو تؤثر على الإنسان في حالة ضعفه .وكما هو واضح في تعريف الطاقة السوداء أو الطاقة الخبيثة أنها تتمركز في الاجزاء العليا من الجسم وبالتالي فإن وجود الأعضاء السفلية تبقى سليمة دون أن تمسها النار . وهذا يفسر لنا كذلك بقاء الملابس سليمة ، لأن النار أو الطاقة التي أحترق الإنسان بسببها إنما أدت إلى تسارع الذبذبة الذاتية له وهذه الذبذبة لا تؤثر على الأمور الأخرى سوى الإنسان، والآثار التي لوحظت على بعض الأماكن إنما هي حرارة الأجزاء البشرية المحترقة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire